بقلم / عبدالله اشرف سليمان
يُعد الأمن القومي الركيزة الكبرى التي يقوم عليها كيان الدولة، فهو سياجها المنيع، ودرعها الواقي، ومفتاح استقرارها ونهضتها. وفي هذا الإطار، تواصل القوات المسلحة المصرية أداء رسالتها التاريخية بوصفها الحارس الأمين لمقدرات الوطن، والحصن المتين في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، وصمام الأمان للجبهة الداخلية.
لقد أثبتت المؤسسة العسكرية، عبر تاريخها الممتد، أنها ليست مجرد قوة نظامية تدافع عن الحدود، بل هي مدرسة وطنية متكاملة تحمل في عقيدتها أن الدفاع عن الوطن مسؤولية شاملة، تشمل صون الأرض، وحماية السيادة، وحراسة الهوية، وتحصين العقول من أي فكر منحرف أو توجه أيديولوجي متطرف.
وفي هذا السياق، تتجلى جهود القوات المسلحة في مكافحة الإرهاب على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية للدولة، حيث قدمت تضحيات جليلة من دماء أبنائها الطاهرة، وأثبتت كفاءة رفيعة في عملياتها النوعية ضد البؤر الإرهابية. كما عززت من قدراتها في تأمين الحدود وردع التهريب والجريمة المنظمة، لتظل الجغرافيا المصرية مصونةً بقوة الحق والسلاح.
غير أن المعركة على الأمن القومي لم تقتصر على الميدان العسكري، بل امتدت إلى ميدان الفكر والوعي. فقد أولت القوات المسلحة اهتمامًا بالغًا ببرامج التصحيح الفكري والأيديولوجي، إدراكًا منها أن معركة الوعي لا تقل خطرًا عن معركة السلاح. فتم العمل على نشر الوعي القومي، وترسيخ روح الانتماء، والتصدي للأفكار المتطرفة عبر خطاب عقلاني وسطي، فضلًا عن مواجهة الشائعات المضللة والحروب المعلوماتية التي تستهدف استقرار الدولة.
كما جسدت القوات المسلحة معاني الشراكة الوطنية عبر إسهاماتها في دعم مسيرة التنمية المستدامة، والمشاركة في تنفيذ المشروعات القومية الكبرى، وإسناد مؤسسات الدولة المدنية، فضلًا عن دورها الإنساني في تقديم الدعم والإغاثة داخليًا وخارجيًا. وهكذا ارتسمت في وجدان الأمة صورة المؤسسة العسكرية كيد تبني ويد تحمل السلاح، في توازن فريد يجمع بين قوة الردع وصلابة البناء.
إنّ ما تقوم به القوات المسلحة المصرية في حماية الأمن القومي يُجسد عقيدة وطنية خالدة، ويعكس عظمة الرسالة التي حملتها عبر الأجيال. فهي باقية على عهدها، مخلصةً في رسالتها، حارسةً للهوية والسيادة، ضامنةً أن يظل الوطن آمنًا، شامخًا، مهابًا، رافعًا رايته بين الأمم بكل اعتزاز وفخر.
إرسال تعليق