كتبت/ناريمان ظريف
كشفت صحيفة التايمز البريطانية امس الاربعاء ان رئيس الوزراء كير
ستارمر يعتزم الاعلان نهاية الاسبوع الجاري عن اعتراف بلاده رسميا بدولة فلسطين في خطوة تمثل تحولا كبيرا في الموقف الدبلوماسي للمملكة
المتحدة.
واشارت الصحيفة
الى ان ستارمر اجل اعلان القرار الى ما
بعد مغادرة الرئيس الامريكي دونالد ترامب من لندن تفاديا لاثارة ازمة
علنية خلال المؤتمر الصحفي المشترك المقرر عقده الخميس بين
الزعيمين.
وبحسب التقرير فان بريطانيا تسعي المضي قدما في هذه الخطوة بالتزامن مع اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة الاسبوع المقبل في نيويورك
رغم المعارضة الامريكية الشديدة.
ومن المتوقع ان تحذو دول اخرى مثل فرنسا وكندا واستراليا حذو لندن وتعلن اعترافها الرسمي بفلسطين
ما قد يفتح الباب امام تحرك اوروبي،غربي جماعي يعيد رسم ملامح المشهد السياسي المرتبط بالقضية الفلسطينية.
وتاتي هذه التطورات في ظل تباين واضح بين الموقفين البريطاني والامريكي حيال حرب غزة المستمرة.
فقد وصفه وزيرة
الخارجية البريطانية
بفيت كوبر،الهجوم الاسرائيلي على مدينة غزة بانه متهور ومروع
مؤكدة انه لا يؤدي الا الى، إراقة مزيد من الدماء وقتل
المدنيين وتعريض المحتجزين الاسرائيليين للخطر.
في المقابل شدد وزير الخارجية الامريكي ماركو روبيو،المرافق لترامب في زيارته الى لندن،على دعم بلاده لاسرائيل،
معتبرا ان الاعتراف بدول فلسطين"
يجعل تحقيق السلام اقل احتمالا"
ويصعب المفاوضات
فضلا عن انه قد يدفع اسرائيل الى اتخاذ خطوات احادية مثل ضم اجزاء من الضفة
الغربية المحتلة.
وتشير الصحيفة الى ان رئيس الوزراء البريطاني يوجه ضغوطا متزايدة
داخل حزبه، إذ يطالب ثلث اعضاء
الحكومة بالاعتراف
الفوري بدولة فلسطين،بينما وقع
اكثر من 130 نائبا
من حزب العمال على رسالة تدعم هذا التوجه. ويرى المراقبون ان ستارمر يسعي الى تحقيق توازن دقيق بين التزامات بلاده
التاريخية اتجاه القضية الفلسطينية
من جهة،الحفاظ على العلاقات الاستراتيجية مع واشنطن من جهة اخرى.
ويعتبر خبراء ان هذا الاعتراف اذا تم
سيمثل نقطة تحول في السياسة الخارجية البريطانية
إذ يعيد الى الاذهان
مسؤولية لندن التاريخية في نشاة
الصراع الفلسطيني ـ
الاسرائيلي منذ وعد
بلفور عام 1917.
ويرون ان الاعتراف قد يسهم في تعزيز الموقف الفلسطيني على الساحة الدولية
،ويدفع نحو اعادة
احياء مسار حل الدولتين في ظل الجمود الراهن.
على الجانب الاخر يحذر دبلوماسيون من ان الخطوة قد
تؤدي الى تصعيد سياسي وربما امني مع اسرائيل خصوصا اذا ردت
تل ابيب باجراءات
عقابية او خطوات
استيطانية جديدة.
ومع ذلك يرى البعض ان اللحظة
الحالية تفرض على بريطانيا اتخاذ موقف اكثر جراة،
في ظل استمرار الحرب في غزة والضغط الشعبي المتزايد داخل اوروبا للمطالبة بوقف اطلاق النار والاعتراف بحقوق
الفلسطينيين.


إرسال تعليق