العالم الافتراضي… تواصل يسرق إنسانيتنا بصمت

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter



 

كتبت/ د. لينا أحمد دِبّة


الجزء الأول من سلسلة "وجوه خلف الشاشة"


في زمنٍ صارت فيه الشاشات نافذتنا الأولى على العالم، تحوّلت السوشيال ميديا إلى مسرحٍ كبير نرتدي فيه أجمل الأقنعة. نختار ما نُظهره، نخفي ما يؤلمنا، ونصيغ لأنفسنا حياة على المقاس: مثالية، لامعة، ومليئة بالابتسامات المفلترة.


لكن خلف الكاميرا، هناك وجوه متعبة وقلوب تبحث عن معنى حقيقي. أصبحنا نقيس قيمتنا بعدد المتابعين، ونبحث عن التقدير في التعليقات بدل العيون. نعيش في تواصلٍ دائم، لكنه في الحقيقة عزلة صامتة تُنهك الروح أكثر مما تُنعشها.


العالم الافتراضي منحنا مساحة للتعبير، لكنه أيضًا سرق منّا الصدق والعفوية. بتنا نُخفي الضعف خوفًا من الأحكام، ونُقلّد غيرنا بحثًا عن القبول. ومع الوقت، فقدنا توازننا بين “من نحن فعلًا” و“من نُظهر أننا عليه”.


الحياة الحقيقية لا تُقاس بعدد المنشورات، بل بصدق اللحظات التي لا تحتاج إلى جمهور. فلتكن السوشيال ميديا نافذة… لا سجنًا أنيقًا نحبس فيه أرواحنا.

اضف تعليق

أحدث أقدم