بقلم محسن محمد
في قلب المتحف المصري الكبير، تقف قاعة الحضارة المصرية عبر العصور كأنها بوابة سحرية تعيد الزائر آلاف السنين إلى الوراء، ليعيش قصة الإنسان المصري منذ فجر التاريخ وحتى العصور الحديثة.
إنها ليست مجرد قاعة عرض، بل رحلة في ذاكرة أمة صنعت أول حضارة على وجه الأرض.
حكاية الإنسان المصري الأول
تبدأ القاعة من عصور ما قبل الأسرات، حيث تظهر الأدوات الحجرية والفخار البدائي الذي استخدمه المصري القديم في حياته اليومية.
ومن خلال هذه القطع الصغيرة يمكن أن ترى ملامح البداية الأولى للحضارة: الزراعة، والاستقرار، وتنظيم المجتمع.
عظمة الدولة القديمة
ثم ينتقل الزائر إلى عصر الأهرامات، حيث الملك خوفو وخفرع ومنقرع، فيتعرف على عبقرية المصري في العمارة والهندسة، وكيف بنى تلك المعجزة التي لا تزال تتحدى الزمن.
القاعة تعرض تماثيل ونقوشًا وأدوات كانت تُستخدم في البناء والطقوس، تُظهر روح النظام والابتكار.
الفن والدين في الدولة الوسطى والحديثة
في هذا الجزء من القاعة، يتجلى جمال الفن المصري القديم في التماثيل والنقوش الدقيقة، وتظهر ملامح الإيمان العميق بالحياة بعد الموت.
يمكن للزائر أن يرى تماثيل الملوك والملكات والآلهة، ونصوصًا مقدسة تروي فلسفة المصريين عن الكون والروح والخلود.
العصر المتأخر واليوناني الروماني
لا تتوقف الرحلة عند نهاية الفراعنة، بل تمتد إلى العصرين البطلمي والروماني، حيث تتلاقى الروح المصرية القديمة مع التأثيرات الإغريقية، فتولد أعمال فنية تمزج بين العظمة والواقعية.
التقنية الحديثة في العرض
تعتمد القاعة على أحدث تقنيات العرض المتحفي، حيث تمتزج الإضاءة والمؤثرات البصرية بالصوت لتروي القصة بأسلوب حيّ وجذاب.
كل قطعة تُعرض بطريقة تجعل الزائر يشعر أنه يشارك أبطال التاريخ حياتهم اليومية.
قاعة الحضارة المصرية عبر العصور ليست مجرد متحف، بل مرآة لحضارةٍ خالدة لا تعرف الفناء.
إنها تذكير للعالم بأن مصر كانت وما زالت — مهد الحضارة ومصدر النور الإنساني منذ فجر التاريخ وحتى اليوم.



إرسال تعليق