مراكب الشمس.. سفن الفراعنة إلى الخلود

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter





 

بقلم محسن محمد 

على ضفاف هضبة الجيزة، حيث تصافح الشمس وجه الأهرامات كل صباح، وُجدت واحدة من أعظم الاكتشافات الأثرية في تاريخ مصر القديمة، مراكب الشمس، التي كشفت للعالم عن سر من أسرار الحضارة الفرعونية وعمق إيمانها بالحياة بعد الموت.

حكاية الاكتشاف

في عام 1954، وبينما كانت أعمال الحفر تُجرى عند قاعدة الهرم الأكبر، عثر العاملون على حفرتين ضخمتين مغلقتين بإحكام، وعندما فُتحتا ظهرت مفاجأة مذهلة: أجزاء مركب خشبي ضخم مكوّن من أكثر من ألف ومئتي قطعة، نُقلت بعناية إلى المتحف لترميمها وتجميعها من جديد.

وبعد سنوات من الجهد، عادت مركب الشمس الأولى إلى الحياة، بطول يقارب 43 مترًا، تُعد من أقدم وأجمل ما صنعته يد الإنسان من الخشب.

رمز الخلود والبعث

لم تكن تلك المراكب وسيلة نقل عادية، بل كانت تحمل معاني دينية وروحية عميقة.

فقد كان المصريون القدماء يؤمنون أن الملك بعد وفاته يبحر مع الإله “رع” في رحلة أبدية عبر السماء، ليُبعث في عالم الخلود، ولهذا سُميت «مراكب الشمس».

كانت تُدفن بجوار الهرم لتكون وسيلة الملك في رحلته المقدسة بعد الموت.

روعة الصنع والدقة الهندسية

صُنعت المراكب من خشب الأرز اللبناني، وربطت أجزاؤها بالحبال دون استخدام مسامير، في دقة مذهلة تدل على عبقرية الصناع المصريين.

وقد أُعيد اكتشاف مركبٍ ثانٍ في السنوات الأخيرة، وتم نقله إلى المتحف المصري الكبير ليُعرض بجانب الآثار العظيمة لملوك الجيزة، وسط تجهيزات حديثة تحافظ عليه من عوامل الزمن.

من تحت الرمال إلى قاعات المتحف

اليوم، تقف مراكب الشمس شاهدًا على حضارةٍ آمنت بالحياة والبعث، وصنعت من الخشب وسيلةً للخلود.

زوار المتحف المصري الكبير يمكنهم رؤية تفاصيلها المذهلة، والتأمل في جمال النقوش ودقة البناء، وكأنها ما زالت تنتظر أن تبحر في رحلة جديدة نحو الأفق.

اضف تعليق

أحدث أقدم