![]() |
بقلم عصام السيد شحاتة
في عالم يزخر بالاختلافات الثقافية والدينية والاجتماعية، يبرز التسامح كقيمة إنسانية أساسية تساهم في بناء مجتمعات مترابطة وسلمية. التسامح ليس مجرد تجاهل الخطأ أو التنازل عن الحق، بل هو قبول الآخر كما هو، مع احترام اختلافاته ، مما يعزز التعايش السلمي ويقلل من التوترات. كما يُعرف في السياق الإسلامي والمسيحي، فهو طريق للمحبة والرحمة، حيث يقول الله تعالى: "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ"، وفي المسيحية يُشجع على "دفع السيئة بالتي هي أحسن".
فوائد التسامح على الفرد والمجتمع
أولاً، يحقق التسامح السلام الداخلي للفرد. عندما يتخلى الإنسان عن الكراهية والغضب، ينال راحة نفسية وطمأنينة، مما يقلل من التوتر والقلق. دراسات نفسية تؤكد أن ممارسة التسامح تعزز الصحة العقلية، وتوفر إحساسًا بالغرض والإنجاز، خاصة عند مساعدة الآخرين أو التعاطف معهم. على سبيل المثال، في مجتمعات متعددة الثقافات، يساعد التسامح في بناء صداقات جديدة وثقة متبادلة، مما يحسن جودة الحياة اليومية.
ثانيًا، يعزز التسامح الروابط الاجتماعية. في المجتمعات الحديثة، يواجه الناس تحديات التعددية، لكن التسامح يُقرّب الناس من بعضهم، ويخلق تلاحمًا معنويًا وروحيًا. يقلل من الشكوك والتوترات بين المجموعات المختلفة، ويحفز على الحوار بدلاً من الصراع. كما يُشير خبراء، فإن التسامح يبني علاقات مجتمعية قوية، حيث يشجع على الاحترام المتبادل، مما يؤدي إلى تعاون أفضل وتقليل النزاعات. في مصر، على سبيل المثال، يُعد التسامح بين المسلمين والمسيحيين نموذجًا حيًا للوحدة الوطنية، كما رأينا في قصص التعاون الإنساني الأخيرة.
ثالثًا، يساهم التسامح في التنمية الاجتماعية والاقتصادية. في عالم مترابط، يفتح التسامح أبواب الفرص، حيث يسمح بتبادل الأفكار والثقافات، مما يعزز الابتكار والازدهار. يُقلل من العنف والتمييز، ويبني مجتمعات أكثر أمانًا وعدالة، حيث يعيش الجميع بحرية دون فرض آراء. كما يُنشر السعادة، ويحقق رضا الله، سواء في الإسلام الذي يدعو للعفو والصفح، أو في المسيحية التي تُعلي من شأن المحبة والغفران.
التسامح في الأديان: دروس مشتركة
في الإسلام، يُعد التسامح مبدأً إنسانيًا يتجاوز الحدود، كما في قول الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم): "لا تؤمنوا حتى تحابوا"، مما يربط التسامح بالمحبة والرحمة.



إرسال تعليق