بقلم زينب مصطفي خليل
ليست كل النهايات قسوة،
فبعضها ميلادٌ خفيٌّ في قلب العاصفة،
وبعض الوداع بداياتٌ لا تشبه ما قبلها.
أصعب ما يمرّ به الإنسان هو مرحلة التّجاوز،
حين لا يعود قادرًا على الإمساك بما مضى،
ولا يملك الشجاعة الكاملة لتركه.
حربٌ صامتة بين القلب والعقل،
بين ذاكرةٍ تُصرّ على البقاء، وواقعٍ يطالب بالنسيان.
تأتي الذكريات في الليل بهدوئها الخادع،
تطرق باب الروح برائحة الأماكن، بصوت الضحك الذي رحل،
فتعيدنا إلى تفاصيلٍ صغيرةٍ كنا نظنها اختفت،
لكنّها كانت مختبئة في زاويةٍ من القلب تنتظر لحظة الحنين.
في كل محاولةٍ للتجاوز، نخسر شيئًا من أنفسنا،
ونكسب شيئًا آخر… أكثر عمقًا، أكثر نضجًا.
فالوجع يُهذّب، والغياب يُعيد ترتيب الفوضى فينا.
لا أحد يخرج من التجربة سليمًا تمامًا،
لكن الجميع يخرج مختلفًا،
بنسخةٍ جديدةٍ من ذاته لم يكن يعرفها من قبل.
ولعلّ أجمل ما يجسّد هذا،
هو ما عاشه محمود درويش مع ريتا،
حبٌّ وُلد في زمنٍ لا يرحم، ومات وهو ما يزال حيًّا في القصيدة.
كتب لها يومًا بكل ما في قلبه من تمرّدٍ وصدق:
"إني أحبك رغم أنف قبيلتي ومدينتي وسلاسل العادات،
لكنني أخشى إثبات الجميع تابعين، وأعود بالخيبات."
كان يعرف أنّ الحبّ لا يعيش طويلاً في أرضٍ ممزّقة،
لكنه آمن أن العاطفة لا تُقاس بالمدة، بل بالأثر الذي تتركه في القلب.
وحين غابت ريتا، بقي صدى كلماته يطرق وجدان كلّ من أحبّ وخسر:
"ربما لم يكن شيئًا مهمًّا بالنسبة لكِ يا ريتا، لكنه كان قلبي."
هكذا يحدّثنا درويش عن الحبّ الذي لا يموت،
عن التجاوز الذي لا يشبه النسيان،
عن ذلك الحزن النبيل الذي يُعيدنا إلى حقيقتنا الأولى.
فبعض الخيبات لا تأتي لتكسرنا،
بل لتكشف لنا من نحن حقًّا بعد أن ينتهي كل شيء.


اجمل اعلاميه كد كد
ردحذفاحسنتى النشر ♥️✨
ردحذفكلمات سطرت حروفها من رقائق الذهب لها مغزى عميق احسنتي النشر فعلا ❤️✨الاستاذه الصحفيه زينب مصطفى ❤️❤️
ردحذفدايما متميزه موسوعة صحفيه هائلة طبعا ❤️✨
ردحذفتحفهههه الله اكبررر♥♥
ردحذفاكثر من رائع احسنتي ❤️
ردحذف❤️❤️❤️❤️
ردحذفمقال جميل جدا احسنتي النشر
ردحذفاجمل اعلاميه فحياتيييي 🥺♥️♥️♥️بلتوفيق لاحلي زوزتي🥺🫂
ردحذفإرسال تعليق