انسحاب أوروبي احتجاجي يوروفيجن 2026 بسبب مشاركة إسرائيل لغزة

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter




 

​كتب / وائل عبد السيد


​شهدت القارة الأوروبية موجة من الغضب والاحتجاج تمثلت في انسحاب عدة دول من مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن 2026"، وذلك اعتراضًا على سماح اتحاد البث الأوروبي (EBU) بمشاركة إسرائيل في المسابقة، في ظل ما وصفته الدول المنسحبة بـ "حرب الإبادة الجماعية" التي ترتكبها ضد سكان قطاع غزة.

​نتائج التصويت وقرار الـ EBU

​جاء هذا التصعيد عقب اجتماع سري ومتوتر لمجلس اتحاد البث الأوروبي (EBU) في جنيف. بحسب ما أفاد به موقع i24 العبري، ناقش الاجتماع تغييرات في قوانين "يوروفيجن" بالإضافة إلى مسألة مشاركة إسرائيل. تقرر في نهاية التصويت اعتماد القوانين الجديدة، مما يعني فعليًا عدم إقصاء إسرائيل من المسابقة المقررة لعام 2026.

​بعد إعلان النتيجة، توالت إعلانات الانسحاب الفوري، حيث كانت هولندا أول المنسحبين، وتلَتها كل من إسبانيا، سلوفينيا، وأيرلندا.

​تجدر الإشارة إلى أنه لم يتم إجراء تصويت مباشر على مشاركة إسرائيل في الاجتماع العام للاتحاد الذي عُقد قبل ساعات. وبدلاً من ذلك، صوّت الأعضاء على إقرار قواعد جديدة تهدف إلى الحد من التدخل الحكومي والخارجي في الترويج المفرط للأغاني، والذي قد يؤثر على تصويت الجمهور.

​وقال اتحاد البث الأوروبي في بيان له إن "غالبية كبيرة من الأعضاء رأت عدم الحاجة لإجراء تصويت إضافي على المشاركة، وأن مسابقة يوروفيجن 2026 يجب أن تستمر كما هو مخطط لها، مع إضافة الضمانات الجديدة". ووفقاً لتقارير إعلامية، صوّت 65% من المشاركين لصالح التعديلات، بينما عارضها 23%، وامتنع 10% عن التصويت، وبذلك أعطى الـ (EBU) الضوء الأخضر لمشاركة إسرائيل على الرغم من الدعوات المتزايدة لاستبعادها مبررات الانسحاب والدعم لغزة

​أعلنت هيئات البث في الدول المنسحبة عن مبررات قرارها، مؤكدة على ضرورة دعم القيم الإنسانية:

​ هيئة البث الأيرلندية: اعتبرت مشاركتها في ظل وجود إسرائيل "غير مقبولة في ظل الخسائر المروعة في غزة والأزمة الإنسانية التي تهدد حياة المدنيين".

​ هيئة البث الإسبانية: أعلنت مقاطعتها وعدم بثها للمسابقة أو مراحلها التمهيدية، ووصفت عملية اتخاذ القرار بأنها "غير كافية" وتثير "الشكوك". وأشارت الهيئة إلى أن رئاسة الاتحاد رفضت طلباً تقدمت به إسبانيا وسبع دول أخرى لإجراء تصويت سري بشأن مشاركة إسرائيل، الأمر الذي زاد من "عدم الثقة" في إدارة المسابقة.

​دعم سياسي إسباني: دعم وزير الثقافة الإسباني، إرنست أورتاسون، قرار المقاطعة، مصرحاً: "لا يمكن تبييض صورة إسرائيل في ظل الإبادة في غزة. الثقافة يجب أن تكون في صف السلام والعدالة".

​ هيئة البث الهولندية: أكدت انسحابها، مشددة على أن المشاركة "لا يمكن التوفيق بينها وبين القيم العامة الأساسية للمؤسسة".

​ هيئة البث السلوفينية: وهي أول من لوّح بالمقاطعة، رأت أن المشاركة "تتعارض مع قيم السلام والمساواة والاحترام".

​كما اعترضت هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية "تي آر تي" بشدة على مشاركة إسرائيل خلال اجتماع الاتحاد الأوروبي، وذلك بسبب "حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في غزة الفرق بين حالة إسرائيل وروسيا

​في المقابل، أكدت كل من النرويج، السويد، فنلندا، الدانمارك، وآيسلندا استمرار مشاركتها، رغم دعمها للتعديلات. وقالت في بيان مشترك إنها تدعم "معالجة القصور" في نظام التصويت مع ضرورة الحفاظ على "حوار مستمر لحماية مصداقية الاتحاد والمسابقات".

​وفي ألمانيا، طالب سياسيون بارزون بانسحاب "هيئة البث الألمانية" في حال تم استبعاد إسرائيل، بينما دعمت "هيئة البث النمساوية" مشاركة إسرائيل، مؤكدة رغبتها في مشاركة جميع الدول المؤهلة.

​ويُشار إلى أن هذا القرار يأتي على النقيض من حالة روسيا التي مُنعت من المشاركة في عام 2022 بعد غزو أوكرانيا، بينما حافظت إسرائيل على مشاركتها خلال العامين الماضيين رغم الجدل المحتدم.

اضف تعليق

أحدث أقدم