- بقلم / سناء عمران
- ظاهرة التحرش هي واحدة من أخطر الآفات الأجتماعية و السلوكية التي تفتك بأمن و سلامة الأفراد و تترك ندوبآ عميقة فى نسيج المجتمع . إنها ليست مجرد مضايقة عابرة بل هي إعتداء صارخ على الحقوق الأساسية للإنسان فى الكرامه و الأمان و الخصوصية ، لتطلب محاربة هذه الظاهرة تضافر الجهود القانونية ، الدينية ، الأجتماعية ، و التربوية لإحداث تغير جذري فى الوعي و السلوك العام . فالتحرش يعرف بأنه أي شكل من أشكال السلوك غير المرغوب فيه ، الذي يتسم بالطبيعة الجنسية أو العنصرية أو القائمة على التميز ، و يحدث إزعاجآ أو مضايقة أو إهانه للطرف الآخر أو ينتهك كرامته و يخلق بيئة معادية و مخيفه أو مهنيه . الأهم فى تعريف التحرش هو إنه فعل غير متبادل أو غير مرحب به من قبل الضحية و يعكس إستغلال للقوة أو السلطه فى كثير من الأحيان . و للتحرش أشكال و صور عده منها على سبيل المثال : التحرش اللفظي ، التحرش غير اللفظي أو البصري ، و التحرش الجسدي ، التحرش الإلكتروني من خلال إستخدام وسائل التواصل الإجتماعي أو البريد أو الرسائل النصية لملاحقه الضحية أو من خلال نشر الشائعات أو الصور المسيئة أو التهديدات على الأنترنت ، و أيضآ التحرش البيئي الذي يحدث عادة فى بيئة العمل أو الدراسه حيث يتم ربط الحصول على ميزة أو الترقية بالأستجابة لطلب جنسي بمعنى المقايضة . و للتحرش أحكام قانونية و دينية فقد وقفت كل القوانين و الأديان السماوية و خاصه الأسلام موقفآ حاسمآ و رافضآ للتحرش ، و إعتبرته جريمة تستوجب العقاب فمن الناحية القانونية تعمل معظم الدول على تجريم التحرش بجميع أنواعه و تهدف القوانين إلى حماية الضحايا و توفير البيئة الآمنه لسلامه المواطنين و إستقرار بنية المجتمع . أما الأحكام الدينية فنجد مثلا أن الأسلام ينظر إلى التحرش على أنه منكر و اعتداء على حدود الله و حرمات الأخرين . يستند التجريم الديني إلى مبادئ حفظ الأعراض و صيانه الكرامه و غض البصر و منع الفساد فى المجتمع ، و من ناحية أخرى نجد التحرش يترك أثارآ سلبيه مدمرة لا تقتصر على لحظه وقوع الجريمة بل تمتد لتطال الجوانب النفسية و الإجتماعية و المهنية للضحية فيصيب الإنسان بالقلق و الأكتئاب و إضطراب ما بعد الصدمة و الخوف و إنعدام الثقه فى الأخرين بل هو إرهاب نفسي و جريمة متكاملة الأركان فيجب أن نزرع فى أطفالنا ثقافه الجسد لي وحدي ، و أن نعلمهم التميز بين اللمسه الأمنه و غير الأمنه لابد أن نحمي براءة الأجيال القادمة . صمتنا يمثل مشاركتنا فى الجريمة فلنرفع أصواتتا لا للتحرش بجميع أشكاله ليكون مجتمعنا أمنآ للجميع لأن مثل هذه النوعية من الجرائم و نحن نعيش فى الألفية الجديدة أصبحت وصمه عار .


إرسال تعليق