- بقلم / سناء عمران
- لم تعد ظاهرة الطلاق مجرد حالات فردية أو قصصاً متفرقه بل أصبحت واقع مقلق يفرض نفسه على المجتمع المصري و العربي بصورة ملحوظة . الأرقام ترتفع و الأسباب تتشعب و المحصلة واحدة ، أسر تتفكك و الأطفال يدفعون الثمن و مجتمع يتأثر على المدى البعيد . نحن أمام أزمة أخلاق و أزمة وعي أم أن الظاهرة نتاج الأثنين قد يتصور البعض أن أزمة الطلاق نابعه فى الأساس من ضعف الألتزام الأخلاقي و تراجع القيم الأسرية و هذا جانب حقيقي ، لكنه لا يفسر وحده التفاقم الحالي . الحقيقة الأوسع هي أن كثير من حالات الطلاق تبدأ من قصور الوعي ، لا من أنعدام الأخلاق فالوعي بالمسؤولية الزوجية ، و وعي الشباب بحقيقة الحياة بعد الزواج و وعي الطرفين بمهارات التواصل و أحتمال المشكلات . كلها أصبحت هشه أو غائبه لدى كثيرين . كثير من الزيجات تبدأ على أساس رومانسي جميل لكنه غير واقعي أو تحت ضغوط إجتماعية أو بسبب ثقافه للأسف أن الزفاف لديهم أهم من الزواج فى حين يغيب السؤال الأهم ، هل الطرفان مؤهلان نفسيآ و فكريآ للحياة المشتركة ؟ . هذا القصور المعرفي فى إدارة العلاقة هو ما يجعل خلافآ بسيطآ يتحول إلى أزمه و موقف عابر يتحول إلى صراع ، و نقاش هادئ يتحول إلى إنفجار ، أيضآ لا يمكن تجاهل الدور الذي تلعبه السوشيال ميديا فى تشكيل وعي جديد أو لا وعي لدى الشباب فقد أصبحت العلاقات الزوجية تقارن بما يعرض على منصات التواصل من حياة مصطنعه و صور مثالية مثل ما يحدث فى الدراما التليفزيونية ، كل طرف يشعر أن حياته أقل مما يراه فيتولد الأحباط و تبدأ الشكوك ثم تتسع الفجوة . صحيح أن الوعي أساس المشكلة و لكن الأخلاق هي الجدار الذي يمنع الأنهيار عندما تهتز العلاقة ، و حين تتراجع الأخلاق تصبح الخلافات أكثر قسوة و القرارات أكثر استهتارآ و الحقوق ضائعه . و لكن رغم كل هذا يبقى الأمل قائمآ فالمجتمع الذي يستطيع أن يواجه التطرف و الشائعات و يصمد أمام أزمات كثيرة قادرة أيضآ على إعادة بناء بيته من الداخل إذا أمتلك الوعي الحقيقي الأخلاق الأصيلة ، و إعادة إلى روح الدين التى تدعو إلى المودة و الرحمة قبل كل شيء أخر .


إرسال تعليق