بقلم - نور الدين عجيز
الهجر الأسري، أو التفكك الأسري، هو غياب أحد الوالدين أو كليهما (جسديًا أو عاطفيًا) عن حياة الأطفال بشكل مفاجئ أو مستمر، سواء كان بسبب الطلاق، السفر الطويل دون تواصل فعال، أو الإهمال العاطفي داخل المنزل. هذا النوع من الغياب يُعد من أصعب الأزمات التي تهدد التنشئة السليمة.
الآثار السلبية للهجر على الطفل تتنوع الآثار النفسية والسلوكية للهجر الأسري، وتشمل جوانب نمو الطفل كافة:
الآثار النفسية والعاطفية:
الشعور بالذنب والرفض: غالبًا ما يلوم الطفل نفسه على غياب الوالد، ويعتقد أنه غير محبوب أو غير مرغوب فيه.
القلق والاكتئاب: يعاني الأطفال من قلق الانفصال ومشاعر حزن عميقة قد تتطور إلى اكتئاب في مراحل لاحقة.
فقدان الأمان: يهتز الشعور بالاستقرار والأمان، مما يجعل الطفل خائفًا باستمرار من فقدان من تبقى حوله.
الآثار السلوكية والاجتماعية:
تراجع الأداء الدراسي: ينخفض التركيز والتحصيل نتيجة انشغال العقل بالهموم الأسرية.
العدوانية أو الانطواء: قد يتجه الطفل إلى السلوك العدواني كطريقة للتعبير عن الغضب المكبوت، أو على العكس، يميل إلى الانطواء والعزلة ورفض التعامل مع الآخرين.
صعوبة بناء العلاقات: يجد الطفل صعوبة في الثقة بالآخرين وتكوين علاقات صحية ومستقرة في المستقبل خوفًا من التعرض للهجر مجددًا.
الآثار على الهوية:
تشتت الدور النموذجي: يفتقد الطفل للنموذج الأبوي أو الأموي الكامل الذي يُحتذى به، مما يؤثر على فهمه لأدواره في الحياة.
أهمية الدعم والتدخل
يجب أن يركز الوالد الحاضر أو الجهة الراعية على توفير بيئة مستقرة وعاطفية لتقليل الآثار السلبية. ويتطلب الأمر في كثير من الحالات تدخلًا نفسيًا متخصصًا لمساعدةالطفل على تجاوز الصدمة ومعالجة مشاعر الغضب و الذنب.


إرسال تعليق