"حين يتحول الحب إلى وجع،

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter




كتبت هدير عصام

في زمن تتداخل فيه المشاعر بالواجبات، وتتشابك فيه الروابط الإنسانية بصورة معقدة، ظهرت ظاهرة "العلاقات المؤذية" كأحد أكبر التحديات التي يواجهها كثيرون في حياتهم اليومية. فهي علاقات تُرهق الروح قبل الجسد، وتسرق السلام النفسي دون أن يشعر الطرف المتضرر أن ما يعيشه غير طبيعي.


العلاقة المؤذية لا تبدأ بوضوح، بل تتسلل بصمت. قد تأتي في صورة اهتمام زائد يتحول إلى سيطرة، أو كلمات محبة تخفي خلفها انتقادات وتهكم، أو اعتذار متكرر عن نفس الأخطاء دون أي تغيير حقيقي. ومع الوقت، يبدأ الطرف الضعيف في فقدان ثقته بنفسه، ويبرر الإهانة، ويخاف الفراق أكثر مما يخاف الاستمرار.


الأذى ليس دائماً ضرباً أو عنفاً صريحاً؛ أحياناً يكون كلمة تقلل من شأنك، أو ضغطاً نفسياً، أو تجاهلاً متعمداً يجعل الإنسان يشعر بأنه غير مهم. وما يجعل هذه العلاقات خطيرة هو أنها تستنزف الطاقة النفسية تدريجياً حتى يعتاد الشخص الألم، وكأنه جزء طبيعي من الحياة.


إن الوعي هو أول خطوة للنجاة. يجب على كل إنسان أن يتعلم أن العلاقة الصحية تُشعرك بالطمأنينة، لا القلق؛ بالدعم، لا الإحباط. وأن الحب الحقيقي لا يؤذي، ولا يُطفئ الروح، بل يضيف إليها نوراً وقوة.


وفي النهاية، الخروج من علاقة مؤذية ليس ضعفاً، بل شجاعة. هو قرار يستحق الاحترام، لأنه استعادة لكرامة الإنسان وحقه في حياة هادئة وسعيدة.

اضف تعليق

أحدث أقدم