البلطجة بين الأطفال.. ظاهرة مقلقة تهدد المجتمع

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter











 

إعداد: محمد طارق


لم تعد البلطجة (Bullying) سلوكًا فرديًا محدودًا بين بعض الأطفال، بل تحولت إلى ظاهرة اجتماعية مقلقة تتزايد في المدارس والشوارع، وأصبحت تؤثر على الصحة النفسية والتعليمية لملايين الأطفال حول العالم، ومن بينهم أطفال في مصر والمنطقة العربية.


* ما هي البلطجة بين الأطفال؟


وفقًا لتعريف منظمة الصحة العالمية WHO، البلطجة هي "سلوك عدواني متكرر يهدف إلى إلحاق الأذى الجسدي أو النفسي بالآخرين، ويتميز بوجود خلل في ميزان القوة بين الطفل المعتدي والطفل الضحية".

تشمل البلطجة:


جسدية: ضرب، دفع، سرقة المتعلقات.


لفظية: شتائم، تنمر على الشكل أو اللون أو اللهجة.


اجتماعية: عزل الطفل من مجموعات اللعب أو الدراسة.


إلكترونية: رسائل مسيئة أو تهديدات عبر الإنترنت.


* إحصائيات مقلقة


تشير بيانات اليونيسف 2023 إلى أن نحو 1 من كل 3 أطفال في العالم يتعرضون لشكل من أشكال البلطجة.


في مصر، أظهر مسح لوزارة التربية والتعليم (2022) أن حوالي 29% من الطلاب في المدارس الحكومية والخاصة اعترفوا بأنهم تعرضوا للتنمر أو الاعتداء من زملائهم.


الأطفال ضحايا البلطجة معرضون لخطر الاكتئاب، القلق، الانعزال الاجتماعي، بل والانتحار في بعض الحالات.


* أسباب انتشار البلطجة بين الأطفال


1. ضعف الرقابة الأسرية: غياب الحوار والدعم النفسي في البيت.


2. النماذج المجتمعية السلبية: مشاهدة العنف في الأفلام والمسلسلات أو حتى الشارع.


3. التفاوت الطبقي والاقتصادي: استخدام القوة لفرض السيطرة.


4. ضعف القوانين واللوائح المدرسية: غياب العقوبات الواضحة والبرامج التوعوية.


5. التكنولوجيا: سهولة ممارسة التنمر عبر الإنترنت دون مساءلة مباشرة.

    

* دور الدولة والمجتمع في المواجهة


وزارة التربية والتعليم المصرية أطلقت منذ 2018 مبادرة "معًا ضد التنمر" بالتعاون مع اليونيسف والمجلس القومي للطفولة والأمومة.


وزارة الداخلية شددت على مراقبة المحتوى الإلكتروني الذي يشجع على العنف، ضمن حملات الأمن السيبراني.


المدارس بدأت في تطبيق برامج الدعم النفسي والاجتماعي، وتخصيص أخصائيين لمتابعة الحالات.


الأسرة تبقى خط الدفاع الأول عبر التربية الإيجابية، وتشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره والإبلاغ عن أي إساءة.

1 تعليقات

إرسال تعليق

أحدث أقدم