"حين تصبح القلوب عملة التعامل... فاجعل رصيدك الرحمة

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter






بقلم الاميره شليمار 


في زمنٍ ازدادت فيه الوجوه وتباعدت فيه الأرواح، لم تعد المعاملة بين الناس تُقاس بما يُقال، بل بما يُشعر.

صارت الكلمات تُقال بلا دفء، والوعود تُمنح بلا نية، والتصرفات تُبنى على موازين مائلة من المصالح.

لكن...

رغم كل هذا، يبقى هناك خيط نور بيننا، اسمه: فن التعامل.

اللين مفتاح القلوب

لا أحد ينسى مَن قابله بكلمة طيبة في يومٍ ثقيل، أو مَن منحه ابتسامة صافية في زمنٍ كلّه تجاعيد وهم.

الناس لا ينسون اللطف، حتى وإن مرّت السنوات.

فالكلمة الطيبة... لا تموت، بل تعيش في ذاكرة القلوب كعطرٍ عالق في ركن القلب.

احذر أن تُصبح التعاملات مقايضة

العطاء لا يعني أنك تنتظر مقابلًا، بل يعني أنك إنسان.

فلا تُقابل المعروف بالحساب، ولا الطيبة بالفواتير.

من يُعطيك حُبًا، لا تنتظر منه شيئًا، فقط قل له: "شكرًا لأنك لم تُشبه هذا العالم."

حين تُؤذي... فكأنك تُغلق بابًا لا يُفتح ثانية

كم من علاقة طيّبة فسدت بسبب كلمة قاسية!

وكم من روح نقيّة انسحبت بصمت لأن التعامل فقد دفأه!

تعامل بحب، حتى إن لم تكن مُحبًا.

وتعامل برحمة، حتى مع من لا يستحق، فأنت لا تتعامل بميزانه، بل بميزان قلبك.

أخطر ما في التعامل: أن تُطفئ شعورًا جميلًا ظنه الآخر فيك

أحيانًا لا نجرح بكلمة... بل بإهمال، أو نظرة، أو تغيّر فجائي.

وليس أشدّ من أن تخون ظنّ أحدهم بك وهو يُحبك بلا شروط.

كن أنت الدفء في عالمٍ بارد

في النهاية، لا تترك قلبك يتيه في زحام التعاملات الخالية من الروح.

كُن جَبرًا للقلوب، ومأوىً للضعف، وضياءً في الطرق المعتمة.

لا ترفع صوتك لترهب، بل خفّضه لتُفهم.

لا تتعامل لتربح، بل لتُشعر الآخرين أنهم بخيرٍ في وجودك.

فالعلاقات لا تُبنى بالعقود… بل بالمواقف،

ولا تُحفظ بالعتاب… بل بالاحتواء

اضف تعليق

أحدث أقدم