بقلم: أحمد طارق
في السنوات الأخيرة شهدت مجتمعاتنا تصاعدًا مقلقًا في معدلات جرائم القتل والعنف و الجرائم المتعلقة بالسرقة كل هذه الجرائم دفعت الكثيرين للتساؤل:
هل لانتشار المواد المخدرة دور في هذا الانفلات المجتمعي؟
وهل تعاطي المخدرات أحد المحركات الخفية وراء هذا العنف المتزايد؟
نحن اليوم سوف نجيب علي جميع تلك التساؤلات حول هذه القضية
تشير دراسات علم النفس والإجرام إلى وجود علاقة طردية بين تعاطي المخدرات ووقوع السلوكيات العدوانية حيث تؤدي بعض المواد المخدرة إلى تغييرات في كيمياء الدماغ تضعف القدرة على التحكم في الغضب و الانفعالات مما يجعل المتعاطي أكثر ميلاً للعنف أو أقل وعيا بعواقب أفعاله.
تأثيرات أبرز أنواع المخدرات:
• الحشيش والبانجو:
رغم اعتقاد البعض أن الحشيش يقلل من التوتر إلا أن تعاطيه المزمن قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية وبارانويا وقد يتحول المدمن إلى شخص عدواني عند الانسحاب أو عند نقص الجرعة.
• الترامادول والتامول:
وهي مسكنات أفيونية تُستخدم طبيًا ولكن تُساء استخدامها على نطاق واسع تؤدي إلى ضعف التركيز فقدان الإحساس تقلبات مزاجية وأحيانًا انفجارات غضب عنيفة عند الانسحاب.
• الهيروين:
من أخطر أنواع المخدرات يؤدي إلى انعزال اجتماعي سلوك إجرامي للحصول على المال لشراء الجرعة وتبلد مشاعر تجاه الآخرين مما يسهل ارتكاب جرائم عنف دون تأنيب.
• الكوكايين:
يُعطي إحساسًا زائفًا بالقوة والثقة، ما يجعل المدمن عرضة للسلوك المتهور والعدواني خاصة إذا تم تحديه أو تهديده.
• الكريستال ميث (الشابو):
من أخطر المواد على الإطلاق تؤدي إلى جنون الارتياب هلاوس سمعية وبصرية وسلوك عنيف جدًا وغير مبرر حتى تجاه الأقارب.
• الاستروكس والفودو (المخدرات التخليقية):
تُحدث تغييرات سريعة وعنيفة في الجهاز العصبي وتؤدي إلى سلوكيات غير متوقعة تصل إلى الانتحار أو القتل دون وعي.
• الهلوسات (LSD – DMT):
تسبب تغييرات عميقة في الإدراك، وقد تؤدي إلى تصرفات خطيرة نتيجة فقدان الإحساس بالواقع.
أثر المخدرات على المجتمع:
• ارتفاع معدلات الجريمة: كثير من الجرائم، خاصة جرائم السرقة والقتل ترتبط إما بتعاطي المخدرات أو بالحاجة للحصول على المال لشرائها.
• تفكك أسري: الإدمان يؤدي إلى العنف الأسري وهروب الأبناء من المنزل و زيادة معدلات الطلاق.
• تدهور الإنتاجية: الإدمان يؤثر على أداء الأفراد في العمل والتعليم مما يضعف التنمية الاقتصادية.
خاتما:
انتشار المواد المخدرة لا يهدد فقط صحة الأفراد بل يُفجر قنبلة موقوتة تهدد أمن المجتمع بأكمله لا يمكن فصل موجات العنف التي نشهدها عن هذا الوباء الخفي ما يستوجب تكاتف الجهود بين الدولة والمجتمع والأسرة للوقاية من الإدمان وعلاج المتضررين ومحاسبة المروجين
احسنت المقال رائع جدا و موضوع مهم و خطير
ردحذفبالتوفيق و النجاح الدائم 👏👏👏
إرسال تعليق