في زمن تتسابق فيه الأمم لتكريم أبنائها الموهوبين والاعتناء بذوي الهمم ، نجد أن هناك قلوبا قاسية اختارت أن تتجرد من أبسط معاني الإنسانية والرحمة .
قصة اليوم ليست حكاية من الخيال ، بل واقع أليم يعكس أنانية أبٍ لم يعرف معنى الأبوة ، رجل فكر في نفسه فقط ، وأدار ظهره لزوجته وأطفاله ، تاركا وراءه قلبا صغيرا يحتاج إلى العطف ، وجسدا أنهكته الإعاقة لكنه امتلأ بحلم لا ينطفئ ، وعزيمة لا تكسر .
الابن الذي وصف يوما بالمعاق ، كان في الحقيقة الأكثر قوة بين الجميع ، تحدى نظرات الشفقة ، وتخطى العقبات ، وأثبت أن الموهبة والإصرار تصنع المستحيل ، صنع لنفسه طريق النجاح ، ليصبح نموذجا يحتذى به لكل من يظن أن الإعاقة نهاية الطريق ، بينما هي في الحقيقة بداية لقصة ملهمة .
أما الأب ، فقد غاب دوره وتلاشى أثره ، لم يسأل عن ابنه ، لم يمد له يدا ، لم يسانده بكلمة أو ابتسامة ، تخلى عنه وقت الحاجة ، وتركه يصارع وحده ، وهنا يأتي السؤال : حين يكبر هذا الأب ، من سيسأل عنه ؟ من سيحتويه بعدما زرع الهجران وحصد الجفاء ؟
أيها الأب العاق ، الأبوة ليست لقبا يحمل ، ولا ورقة توقع في سجلات الأحوال المدنية ، الأبوة فعل ، تضحية ، عطاء بلا حدود ، إنك اليوم بقرارك تركت بصمة سوداء في قلب ابنك ، لكن اعلم جيدا أن الحياة لا ترحم ، وأن من يزرع الإهمال يجني الوحدة .
رسالتي إليك ايها الاب العاق : راجع نفسك قبل أن يفوت الأوان ، ابنك لم يخذلك رغم ضعفه ، بل حقق نجاحات تشرفك وتشرف عائلتك ، فهل يليق بك أن تكون غريبا في حياته ؟ كن سندا له ولو بكلمة ، واغرس في قلبه معنى الأبوة الحقيقية ، قبل أن يأتي يوم تبحث فيه عن من يحتويك فلا تجد أحدا .


احسنت النشر يامعالي المستشار والنائب المنتظر اصبحنا في زمن حب النفس فقط وحب المال
ردحذفإرسال تعليق