هنا بدأ الخلود

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter




 

بقلم محسن محمد 

في لحظة تاريخية تسطر صفحة جديدة في سجل الحضارة المصرية، شهد العالم وضع حجر الأساس لمشروع المتحف المصري الكبير، ذلك الصرح الثقافي العملاق الذي يُعد واحدًا من أكبر وأهم المتاحف على مستوى العالم، والمُقام على مقربة من أهرامات الجيزة، ليكون همزة الوصل بين ماضي الفراعنة العريق وحاضر مصر المتجدد.


وقد قام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك يوم 5 يناير عام 2002 بوضع حجر الأساس لهذا المشروع الوطني العملاق، في احتفال رسمي مهيب حضره كبار رجال الدولة وعدد من الشخصيات العامة والسفراء، لتبدأ مصر بذلك مرحلة جديدة من الحفاظ على تراثها الخالد وتقديمه للعالم في أبهى صوره.


وأكد القائمون على المشروع منذ ذلك الحين أن المتحف لن يكون مجرد مكان لعرض الآثار، بل منارة عالمية للحضارة الإنسانية، تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتقدم تجربة فريدة للزائر تمزج بين التاريخ والتكنولوجيا الحديثة.


ويهدف المتحف المصري الكبير إلى عرض كنوز مصر القديمة في أبهى صورها، وعلى رأسها مجموعة الملك توت عنخ آمون الكاملة لأول مرة، إضافة إلى آلاف القطع الأثرية التي لم تُعرض من قبل. كما يضم المتحف مركزًا متطورًا للترميم يُعد من الأكبر في الشرق الأوسط، وقاعات للبحث العلمي والتعليم والثقافة.


وقد جرى اختيار موقع المتحف بعناية ليكون على بعد خطوات من أهرامات الجيزة، في مشهدٍ يجسد الخلود المصري الممتد من الماضي إلى المستقبل. ومع وضع حجر الأساس، بدأ الحلم يتحول إلى واقع، واقع يؤكد أن مصر لا تزال قادرة على صنع المعجزات، وأنها حين تبني فإنها تبني ما يليق بتاريخها العريق.


المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى ضخم من الحجارة، بل رسالة خالدة من مصر إلى العالم، تقول فيها إن الحضارة التي أنارت الدنيا يوماً ما، ما زالت قادرة على الإبهار والإبداع، وإن الماضي المجيد يمكن أن يكون جسرًا نحو مستقبل أكثر إشراقًا.

اضف تعليق

أحدث أقدم